
من قلب محافظة رفح وفي عام 1999، انطلقت منارة العلم والابداع، تلك هي الكلية العربية للعلوم التطبيقية، التي وقفت شامخة لتكون أول كلية ترتفع في هذه البقعة المباركة. تأسست الكلية بموجب قرار من وزارة التعليم العالي في عام 1999م تحت اسم "كلية المجتمع العربية". ولأنها كانت المؤسسة الأكاديمية الوحيدة في المحافظات الجنوبية التي تقدم التعليم التطبيقي، ارتأت الكلية تطوير نفسها لخدمة المجتمع وفتح تخصصات جديدة لتقديم خدماتها الاكاديمية والتعليمية لما يزيد عن 7000 طالب وطالبة حتى الآن.

إذ تعتبر الكلية العربية للعلوم التطبيقية رائدة في ميدانها، ومصدر إلهام للتعليم التطبيقي والتقني في المحافظات الجنوبية. فقد جسدت رؤيتها الطموحة في تقديم خدمات متطورة وتخصصات متجددة لتتفاعل مع تطلعات المجتمع ومتطلباته الملحة ومواكبة احتياجات سوق العمل من التخصصات، فمع حلول عام 2009م، خطت الكلية نحو تحقيق طموحات أبنائها، إذ ارتقت من كلية تمنح شهادة الدبلوم المتوسط إلى كلية جامعية، تمنح درجتي الدبلوم المتوسط والبكالوريوس في مجموعة متنوعة من التخصصات التي تلامس احتياجات سوق العمل الفلسطيني وصارت الكلية حلماً يتحقق وواقعاً يتفرد.

تتجاوز الكلية العربية للعلوم التطبيقية حدود التقليد والعادة، حيث وظفت الكفاءات الأكاديمية المميزة والخبرات العملية والعلمية الملهمة، بهدف توفير تجربة تعليمية استثنائية تلبي احتياجات سوق العمل داخل أروقتها. فهي تعكس التزامها القوي في تقديم خدمات عالية الجودة في كل جانب من جوانب العمل الجامعي، سواء كان ذلك في الجانب الأكاديمي او الإداري او المالي او الفني.

لا تكف الكلية العربية للعلوم التطبيقية عن السعي بكل تفانٍ لتقديم أفضل الخدمات للطلاب وأولياء الأمور وأعضاء هيئة التدريس. ولذلك، عنيت الكلية باستجلاب فريق إداري مؤهل ومتخصص يعمل بتفانٍ في جميع الوحدات والأقسام، بهدف تحقيق رؤية الكلية وتوفير تجربة تعليمية استثنائية. إن فريق الكلية الأكاديمي والإداري يعكس الحماس والشغف في خدمة المجتمع الفلسطيني، ويعمل بروح التفاني لتلبية احتياجات الطلبة وتوفير بيئة تعليمية ملهمة ومشجعة.

وبعد مرور أربع وعشرون عاما على نشأة الكلية، ومن خلال هذا النهج المهني والأكاديمي المتميز، تستمر الكلية في تحقيق أهدافها لتتبوأ مكانة استثنائية كمؤسسة رائدة في مجال التعليم لتقدم تجربة تعليمية عالية الجودة، بما يعكس رؤية الكلية في تأهيل طلابها للمستقبل وتمكينهم من مواجهة التحديات المهنية بثقة وجاهزية. والآن، تفتخر الكلية بالإعلان عن نجاح وتخريج ما يزيد عن أربعة آلاف خريج وخريجة. هذا الجيل المميز من الخريجين، تمكنوا من تحقيق تفوق ملحوظ واحتلال مواقع ريادية في المؤسسات المحلية والإقليمية، سواء في القطاع الحكومي أو القطاع الخاص. كما تهتم الكلية بتحفيز ودعم أبنائها لمواصلة تعليمهم الأكاديمي، حيث اجتاز العديد منهم مسارًا طويلاً للحصول على شهادات البكالوريوس والماجستير. هذه الإنجازات المهنية والأكاديمية لخريجي الكلية هي بمثابة دليل قاطع على جودة التعليم الذي تقدمه الكلية وتأثيرها الإيجابي على حياة الطلبة والمجتمع بشكل عام. تستمر الكلية في السعي الدؤوب لتوفير تجربة تعليمية ملهمة ومحفزة تهدف إلى تطوير المهارات والمعارف اللازمة لتمكين الطلبة في مسيرتهم الأكاديمية والمهنية.

تعمل الكلية العربية للعلوم التطبيقية على تعزيز رؤيتها الاستراتيجية من خلال التوسع على نطاق محلي ودولي وإقليمي. فحرصت الكلية على بناء علاقات تعاونية متينة ومثمرة مع ما يزيد عن 14 مؤسسة تعليمية وأكاديمية عربية ودولية مرموقة. حيث تأتي هذه العلاقات التعاونية بهدف تعزيز التبادل الأكاديمي والثقافي، وتطوير البرامج الأكاديمية المتميزة، وتعزيز فهمنا للعالم من خلال التنوع الثقافي. تأتي هذه الشراكات الأكاديمية والثقافية كجسر تواصل وتفاعل مع الثقافات المختلفة، لتمنح الطلبة وأعضاء هيئة التدريس فرصًا قيمة للاستفادة من مختلف الخبرات والمعارف وتوسيع آفاقهم وتعزيز قدراتهم الأكاديمية والمهنية، بما يمكّنهم من مواجهة التحديات والنجاح في سوق العمل العالمي المتنافس و بناء مستقبل أفضل لطلابنا وللمجتمع ككل.

ومن اجل توسيع دائرة تأثيرها محليا، قررت الكلية العربية للعلوم التطبيقية توسيع نطاق خدماتها ليصل الى مختلف أنحاء قطاع غزة. ولهذا الغرض، تم افتتاح مقر للكلية في محافظة شمال غزة في ظل جهد دؤوب لتطوير برامج الدبلوم والبكالوريوس لتعزيز التخصصات والبرامج بما يتوافق مع المعايير والمتطلبات العالمية. إنها قصة نجاح وتطوير، حيث يتحقق الحلم ويتفتح الأفق. إن الكلية العربية للعلوم التطبيقية، ليست مجرد مؤسسة تعليمية، بل هي رمزٌ للتحدي والتميز، ومصدر إلهام للأجيال القادمة، معززة بروحها الرياضية والابتكارية، لتكون ركيزة أساسية في تشكيل المستقبل الواعد لفلسطين الحبيبة.